سبب نزول سورة الإخلاص:
قد روى الثعالبي في تفسيره[1] بسنده عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله (عليه السلام) : انسب لنا ربك، فأنزل الله سبحانه قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ الى آخر السورة.
وقال الضحاك عن ابن عباس: إنّ وفد نجران قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أساقفة من بني الحرث بن كعب فيهم السيد والعاقب، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: صف لنا ربك من أي شيء هو؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ ربي ليس من شيء وهو بائن من الأشياء» فأنزل الله سبحانه قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أي واحد[2].
فضائل سورة الإخلاص:
الله يحب من يقرأ سورة الإخلاص:
عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم، فيختم ب ” قل هو الله أحد ” فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “سلوه: لأي شيء يصنع ذلك؟ “. فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أخبروه أن الله تعالى يحبه”.[3]
محب سورة الإخلاص يدخل الجنة:
عن أنس قال: كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، فكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب ” قل هو الله أحد ” حتى يفرغ منها، ثم يقرأ سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعة. فكلمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى، فإما أن تقرأ بها، وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى. فقال: ما أنا بتاركها، إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت، وإن كرهتم تركتكم. وكانوا يرون أنه من أفضلهم، وكرهوا أن يؤمهم غيره. فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: “يا فلان، ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك، وما حملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ “. قال: إني أحبها. قال: “حبك إياها أدخلك الجنة”.[4]
سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن:
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة» قلت: يا رسول الله ومن يطيق ذاك؟ قال: «اقرءوا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ».[5]
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: “أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ “. فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: “الله الواحد الصمد ثلث القرآن”.[6]
عن أبي سعيد. أن رجلا سمع رجلا يقرأ: ” قل هو الله أحد ” يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن”.[7]
استكثار سورة الإخلاص يسبب بناء القصر في الجنة:
عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ ” قل هو الله أحد ” حتى يختمها، عشر مرات، بنى الله له قصرا في الجنة”. فقال عمر: إذن نستكثر يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: “الله أكثر وأطيب”.[8]
سورة الإخلاص تنفي الفقر:
عن أبي عمر مولى جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران».[9]
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مرة بورك عليه، ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله، فإن قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى أهله وعلى جميع جيرانه، فإن قرأها اثنتي عشر مرة بني له اثنتي عشر قصرا في الجنة ويقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر الى قصر أخينا، فإن قرأها مائة كفّر عنه ذنوب خمس وعشرون سنة ما خلا الدماء والأموال، فإن قرأها أربع مائة مرة كفّرت عنه ذنوب أربعمائة سنة ما خلاء الدماء والأموال، فإن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه في الجنة أو يرى له».[10]
قراءة سورة الفاتحة سبب للمغفرة:
عن محمد ابن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «نزل ملك من السماء السابعة وخرج من الأرض السابعة ملك فالتقيا على هذه الأرض فقال الذي نزل من السماء: قد رفعت اليوم عملا لم أرفع مثله، قال: الذي خرج من تحت الأرض: ما ذاك؟ قال: قرأ رجل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مائة مرة قال: ما صنع به؟ قال: غفر الله له».[11]
عن عقبة بن عامر قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابتدأته فأخذت بيده، فقلت: يا رسول الله، بم نجاة المؤمن؟ قال: “يا عقبة، احرس لسانك وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك”. قال: ثم لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابتدأني فأخذ بيدي، فقال: “يا عقبة بن عامر، ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن العظيم؟ “. قال: قلت: بلى، جعلني الله فداك. قال: فأقرأني: ” قل هو الله أحد ” و ” قل أعوذ برب الفلق ” و ” قل أعوذ برب الناس ” ثم قال: “يا عقبة، لا تنسهن ولا تبت ليلة حتى تقرأهن”. قال: فما نسيتهن منذ قال: “لا تنسهن”، وما بت ليلة قط حتى أقرأهن. قال عقبة، ثم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته، فأخذت بيده، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواضل الأعمال. فقال: “يا عقبة، صل من قطعك، وأعط من حرمك، وأعرض عمن ظلمك”.[12]
عن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ تبوك فطلعت الشمس بضياء وشعاع ونور لم أرها طلعت فيما مضى فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جبريل ما لي أرى الشمس اليوم طلعت بضياء ونور وشعاع لم أرها طلعت فيما مضى فقال: ذاك أن معاوية بن معاوية الليثي مات بالمدينة اليوم فبعث الله سبحانه إليه سبعين ألف ملك يصلّون عليه قال: وفيم ذاك؟ قال: كان يكثر قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ بالليل والنهار وفي ممشاه وقيامه وقعوده، فهل لك يا رسول الله أن أقبض لك الأرض فتصلي عليه قال: «نعم» فصلى عليه ثم رجع.[13]
يزداد الثواب بقراءة سورة الإخلاص:
عن أنس بن مالك قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مرة واحدة أعطاه الله من الثواب ما يحمل ثوابه سبعين قنطارا من ياقوت فيفوح منه الروح يحملون كتبه كتبا واحدا أشد تقرطا من شعر الزنجي وأرق من الشعر».[14]
عن أبي ابن كعب قال: سئل النبي (عليه السلام) عن ثواب قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فقال: «من قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) تناثر الخير على مفرق رأسه من عنان السماء، ونزلت عليه السكينة وتغشّاه الرحمن وازدوي حول العرش، ونظر الله سبحانه إلى قارئها فلا يسأله شيء إلا أعطاه إياه ويجعله في كلائه وحرزه».[15]
روى الطبراني من حديث عبد الرحمن بن عثمان الطائفي، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لكل شيء نسبة، ونسبة الله: ” قل هو الله أحد الله الصمد”.[16]
الهوامش
[1] تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 332)
[2] انظر: تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 333)
[3] أخرجه البخاري في صحيحه (7375)
[4] أخرجه البخاري في صحيحه (774).
[5] مسند أحمد: 6/ 442.
[6] أخرجه البخاري في صحيحه (5015).
[7] أخرجه البخاري في صحيحه (7374).
[8] أخرجه أحمد في مسنده (3/437).
[9] انظر: مجمع الزوائد: 10/ 128.
[10] أخرجه الثعالبي في تفسيره = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 330)
[11] أخرجه الثعالبي في تفسيره = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 331)
[12] مسند أحمد – قرطبة (4/ 148).
[13] أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/256)والبيهقي في دلائل النبوة (5/245) .
[14] أخرجه الثعلبي في تفسيره = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (10/ 332)
[15] أخرجه الثعلبي في تفسيره = الكشف والبيان عن تفسير القرآن (30/ 500) هذا الحديث إسناده ضعيف، فيه العثماني، متهم بالكذب، وشيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل وفيه ابن لهيعة أيضا، ومتن الحديث وإن كان موضوعا لكنه يعتضد بمتون أخرى في هذا الباب، فيخرج من أن يكون لا أصل له.
[16] المعجم الأوسط برقم (3423)
Join our list
Subscribe to our mailing list and get interesting stuff and updates to your email inbox.