قصة وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كاملة
دنو ساعة اللقاء مع الله عز وجل:
ولما تكاملت الدعوة، وسيطر الإسلام على كل الجزيرة العربية، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وبدت طلائع انتشاره في العالم، وظهرت على الأديان كلها، وبلغ هذا الدين ذروة الكمال، وظهر على الأديان كلّها، ونزل قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة: 3]وإِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، أحس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدنو أجله، فأخذ يتهيأ للقاء ربه، وظهر منه -صلى الله عليه وسلم- من الأقوال والأفعال ما يدل على اقتراب الرحيل عن هذه الدنيا الفانية.
مدارسة القرآن ومضاعفة اعتكاف رمضان:
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعرض[1] القرآن كل عام في رمضان على جبريل عليه السلام، مرة، فعرضه في ذلك العام الذي قبض فيه مرتين، كما ورد في رواية الشيخين[2] عن عائشة رضي الله عنها قالت: أسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى فاطمة رضي الله عنها، فأخبرها: “أن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك”.
وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يعتكف في كلّ رمضان عشرة أيام، فلمّا كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين.[3]
الشوق إلى لقاء الله:
وقد ظهر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما عاد من حجّة الوداع التي أشار فيها إلى دنوّ أجله «3» ، ما يدلّ على التأهّب للسفر، واللحوق بالرفيق الأعلى، فصلّى على قتلى أحد، كأنّه مودّع أصحابه عن قريب- بعد ثماني سنين- كالمودّع للأحياء والأموات، ثمّ طلع المنبر، فقال: «إنّي بين أيديكم فرط «4» ، وأنا عليكم شهيد، وإنّ موعدكم الحوض، وإنّي لأنظر إليه من مقامي هذا، وإنّي قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، وإنّي لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخشى عليكم الدّنيا أن تنافسوا فيها فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم» «1» .
التلميح باقتراب أجله:
وكثيرا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه باقتراب أجله، ويلمح لهم بذلك، كما أشار إليه في حجة الوداع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال للناس عند جمرة العقبة: “لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه”.
وجاء في رواية أبي سعيد الخدري عند البخاري: «إنّ الله خيّر عبدا بين الدّنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله» فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه- فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشّيخ؟ أن يكون الله خيّر عبدا بين الدّنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله عزّ وجلّ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا به[4].
روى الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: . . . قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما[5] بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: “أما بعد ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب[6].
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني، ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم”[7].
وروى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان بسند صحيح على شرط الشيخين عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- أنه قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “تزعمون أني من آخركم وفاة، إني من أولكم وفاة، وتتبعوني أفنادا[8] يضرب بعضكم رقاب بعض”[9].
الاجتهاد في العبادة:
اجتهد رسول الله e في العام الذي قبض فيه من العبادة، وأكثر من الذكر والاستغفار، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول قبل أن يموت: سبحانك اللَّهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك، قالت: قلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟ قال: جُعِلت لي علامةٌ في أمتي إذا رأيتها قلتها: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ.
استغفاررسول الله e لأهل البقيع:
وفي أواخر شهر صفر خرج رسول الله e إلى البقيع في جوف الليل، فاستغفر لأهلها، كما أخرج الإمام أحمد في مسنده، والحاكم بسند ضعيف عن أبي مويهبة -رضي الله عنه- مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جوف الليل، فقال: “يا أبا مويهبة، إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع، فانطلق معي”، فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم، قال: “السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، لو تعلمون ما نجاكم الله منه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها، الآخرة شر من الأولى”.
قال أبو مويهبة -رضي الله عنه-: ثم أقبل علي، فقال: “يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة، وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي عز وجل والجنة”.
قال أبو مويهبة -رضي الله عنه-: فقلت: بأبي وأمي، فخذ مفاتيح الدنيا والخلد فيها، ثم الجنة. فقال رسول الله e: “لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربي والجنة”، ثم استغفر لأهل البقيع[10].
ابتداء المرض:
ثم انصرف، فبدئ رسول الله e في وجعه الذي قبضه الله عز وجل فيه حين أصبح، فدخل على عائشة فوجدها تشتكي صداعا وتقول: وا رأساه. فقال: «بل أنا -والله- يا عائشة وا رأساه»، ثم قال مداعبا لها: «وما عليك لو متّ قبلي، فقمت عليك، وكفّنتك، وصليت عليك، ودفنتك؟» وأثارت الكلمة الغيرة في نفسها، فقالت: والله لكأني بك لو قد فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه بإحدى نسائك، فسكت الرسول واعتبرها مداعبة بمداعبة.
ثم إن رسول الله e أراد أن يطوف على أزواجه، كما هي عادته في تعاهدهن، فلما وصل إلى بيت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، اشتد به المرض، فاستأذن رسول الله e أزواجه أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها، فأذن له، رضي الله عنهن، فخرج بين عمه العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ورجلاه تخطان في الأرض e[11].
آخر وصايا النبي u:
من رحمة النبي e بأمته وخشيته عليهم من الشهوات والشبهات ونصحه لهم، أنه أوصاهم بجملة من الوصايا في أيام مرضه، وكرّر بعضها أكثر من مرة وهو في تلك الحالة، وأكد عليها قبل موته مما يوجب العناية بها، فمن تلك الوصايا:
1 – الوصية بالأنصار – رضي الله عنهم – وإِكرام كريمهم والتجاوز عن مسيئهم إِلا في حدود الله، قال رسول الله e: «أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم»[12].
2 – الوصية بإِخراج المشركين من جزيرة العرب. قال رسول الله e: «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم»[13].
3 – الوصية بالصلاة، وبملك اليمين من العبيد والخدم وما شابههم من الضعفاء.
عن أم سلمة، أن رسول الله e كان يقول في مرضه الذي توفي فيه: «الصلاة، وما ملكت أيمانكم» فما زال يقولها، حتى ما يفيض بها لسانه[14].
4 – إِحسان الظن بالله، قال e قبل موته بثلاثة أيام: لا يموتن أحدكم إِلا وهو يحسن الظن بالله عَزَّ وَجَلَّ[15]، وفائدة حسن الظن بالله عند الممات بينها النبي بقوله: يبعث كل عبد على ما مات عليه[16].
إمامة أبي بكر:
ولما اشتد برسول الله e وجعه قيل له في الصلاة، فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس» فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد فأعادوا له، فأعاد الثالثة، فقال: «إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس»، فخرج أبو بكر فصلى فوجد النبي e من نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين، كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي e أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه، قيل للأعمش: وكان النبي e يصلي وأبوبكر يصلي بصلاته، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، فقال: برأسه نعم.[17]
آخر نظرة إلى المسلمين:
وفي فجر يوم الإِثنين الذي توفي فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كشف ستر الحجرة ونظر إِليهم وهم صفوف خلف أبي بكر فتبسم يضحك، فهمّ الصحابة أن يفتتنوا من الفرح برؤية النبي e فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي e خارج إِلى الصلاة، فأشار النبي أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر[18]، فتوفي من يومه.
في الرفيق الأعلى:
واشتدت سكرات الموت بالنبي e، ودخل عليه أسامة بن زيد وقد صمت فلا يقدر على الكلام، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة، فعرف أنه يدعو له، وأخذت السيدة عائشة رسول الله وأوسدته إلى صدرها بين سحرها[19] ونحرها، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده سواك، فجعل رسول الله ينظر إليه، فقالت عائشة: آخذه لك، فأشار برأسه أن نعم، فأخذته من أخيها ثم مضغته ولينته وناولته إياه، فاستاك به كأحسن ما يكون الاستياك، وكل ذلك وهو لا ينفك عن قوله: «في الرفيق الأعلى»،[20] حتى قبض. وكان ذلك يوم الاثنين لهلال ربيع الأول، وقيل لليوم الثاني منه، وقيل لليوم الثاني عشر منه من العام الحادي عشر للهجرة. والأول هو الأرجح، ويليه الثاني، وأما الثالث فعليه مأخذ وإن اختاره ابن إسحاق والواقدي وابن سعد.
يقول أنس وأبو سعيد الخدريّ -رضي الله عنهما-: كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله e المدينة أضاء منها كلّ شيء، فلمّا كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كلّ شيء. وبكت أمّ أيمن، فقيل لها: ما يبكيك على النّبيّ e؟ قالت: إنّي قد علمت أنّ رسول e سيموت، ولكن إنّما أبكي على الوحي الذي رفع عنّا.[21]
هول الفاجعة التي أصابت الصحابة رضي الله عنهم:
وشاع خبر وفاة رسول الله e في المدينة، ونزل على الصحابة كالصّاعقة، فإذا لهم ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج بالإحرام، لشدة حبّهم له، وما تعوّدوه من العيش في كنفه، وكان كلّ واحد منهم يحسب أنّه أكرم عليه وأحبّ لديه من صاحبه، ولم يكد بعضهم يصدّق بنبأ وفاته، وكان في مقدّمتهم عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فصار يتوعد وينذر من يزعم أن النبي مات، ويقول: ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم، والله ليرجعنّ رسول الله كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنه مات. وخرج إلى المسجد وخطب الناس، وقال: إنّ رسول الله e لا يموت حتّى يفني الله المنافقين.[22]
موقف أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وخطبته:
ولما بلغ أبا بكر الخبر أقبل على فرس من مسكنه بالسّنح ، فوجد عمر يكلم الناس، وينذر ويتوعد، فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله e وهو مسجّى[23] في البيت ببرد حبرة[24]، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمّي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أمّا الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها[25]، ثمّ لن تصيبك بعدها موتة أبدا، وردّ البرد على وجهه e، ثم خرج أبو بكر وعمر يتكلم فقال: اجلس يا عمر، وهو ماض في كلامه، وفي ثورة غضبه، فقام أبو بكر في الناس خطيبا فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
أما بعد: فإن من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم تلا هذه الاية: (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 144].
قال عمر: فو الله ما إن سمعت أبا بكر تلاها فهويت إلى الأرض، ما تحملني قدماي، وعلمت أن رسول الله e قد مات. وكذلك استفاق الناس من غشيتهم لما سمعوا أبا بكر يتلوها.[26]
في سقيفة[27] بني ساعدة وبيعة أبي بكر:
في هذه الغمرة من الأسى والحزن قبل أن يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاد أن يضطرب أمر المسلمين في مسألة الخلافة، فالأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، واجتمع علي والزبير وطلحة في بيت فاطمة، واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر، وانضم إليه أسيد بن حضير في بني عبد الأشهل، فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار، فانطلقا حتى أتيا السقيفة، فإذا هم مجتمعون، وإذا بين أيديهم رجل مزمّل، فإذا هو سعد بن عبادة به وجع، فلما جلسوا قام خطيب الأنصار فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد: فنحن أنصار الله، وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين رهط نبينا، وقد دفّت منكم دافّة[28]، تريدون أن تخزلونا[29] من أصلنا، وتحصنونا من الأمر.
فلما سكت أراد أن يتكلم عمر وكان قد زوّر[30] في نفسه مقالة أعجبته، ولكن الصدّيق منعه لما يعلم فيه من حدّة[31] قد لا تفيد في هذا الموقف، وقال له:
على رسلك[32] يا عمر، ثم قام فتكلم، قال الفاروق: فو الله ما ترك من كلمة أعجبتني من تزويري إلا قالها في بديهته وأفضل. قال: يا أيها الناس، نحن المهاجرين أول الناس إسلاما، وأكرمهم أحسابا، وأوسطهم دارا، وأحسنهم وجوها، وأكثرهم ولادة في العرب، وأمسهم رحماً برسول الله، أسلمنا قبلكم، وقدّمنا في القران عليكم، فقال تبارك وتعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ، وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ فنحن المهاجرون وأنتم الأنصار إخواننا في الدين، وشركاؤنا في الفيء، وأنصارنا على العدو، أما ما ذكر فيكم من خير فأنتم له أهل، فأما العرب فلن تعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، فمنا الأمراء ومنكم الوزراء.
فقام أحد الأنصار فقال: أنا جذيلها[33] المحكك[34]، وعذيقها[35] المرجب[36]، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات.
وفي هذا الموقف العاصف قام الفاروق وكان جهوري الصوت فقال:
ابسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعه. وقال: يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن يؤم الناس، فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر، ثم قام المهاجرون فبايعوا، ثم قام الأنصار فبايعوا، وهكذا وقى الله المسلمين شر الفرقة، وجمعهم على أفضلهم أبي بكر، ولم يجد الشيطان إلى تفريق كلمتهم، وتمزيق شملهم.[37]
البيعة العامة لأبي بكر:
قد تمت بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة يوم الاثنين، يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد صبيحة يوم الثلاثاء، اجتمع الناس في المسجد، فكانت البيعة العامة.
كما جاء في صحيح البخاري[38] من رواية أنس بن مالك قال: لما بويع أبو بكر -رضي الله عنه- في السقيفة، وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر -رضي الله عنه- فتكلم بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس، إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت، وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكني قد كنت أرجو أن يعيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يك محمد -صلى الله عليه وسلم- قد مات، فإن الله تعالى قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثاني اثنين إذ هما في الغار (2)، فإنه أولى الناس بأموركم، فقوموا فبايعوه، فبايع الناس أبا بكر بيعة عامة، بعد بيعة السقيفة.
خطبة أبي بكر الصديق
وقد خطب أبو بكر رضي الله عنه بعد ذلك خطبة تعتبر من آيات الحكمة وفصل الخطاب، وأوجر فيها أصول الحكم في الإسلام، فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله، أما بعد، أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم (2)، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرد له حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإن عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم.[39]
وهكذا تمت بيعة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بإجماع المسلمين.
تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم وغسله:
فلما بويع أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة، أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك يوم الثلاثاء.[40]
ولما أرادوا غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه، كما أخرج الإمام أحمد في “مسنده”، وابن حبان في “صحيحه”[41] بسند قوي عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما أرادوا غسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اختلفوا فيه، فقالوا: والله ما ندري كيف نصنع، أنجرد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ .
قالت: فلما اختلفوا أرسل الله عليهم السنة[42] حتى والله ما من القوم من رجل إلا ذقنه في صدره نائما، ثم كلمهم من ناحية البيت، لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه.
قالت رضي الله عنها: فثاروا إليه، فغسلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في قميصه.
وقد حضر غسله من ال البيت: العباس، وعلي، والفضل وقثم: ابنا العباس، وأسامة بن زيد، وصالح مولى الرسول. ودخل معهم بعد الاستئذان أوس بن خولي الأنصاري، وقد أسند علي النبي إلى صدره وعليه قميصه، وتولى غسله يعاونه العباس وابناه، وكان أسامة وصالح يصبان الماء، ولم ير علي من النبي ما يرى من الميت، فصار يقول: بأبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا!! [43] وكان يغسل بالماء والسّدر.[44]
وكانت عائشة رضى الله عنها تقول: لو استقبلت من أمرى ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه.[45]
تكفين رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فلما فرغوا من تغسيله كفّنوه في ثلاثة أثواب بيض يمانية من قطن، سحولية من كرسف[46] ليس فيهن قميص ولا عمامة[47] ولم يجعلوا في كفنه بردة حبرة كما زعم بعض كتاب السيرة المحدثين[48]. قال الإمام الترمذي في جامعه[49]: وقد روي في كفن النبي -صلى الله عليه وسلم- روايات مختلفة، وحديث عائشة أصح الأحاديث التي رويت في كفن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والعمل على حديث عائشة عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم، وغيرهم.
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وبعد أن كفنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعوه على سريره في بيته -بيت عائشة رضي الله عنها- ثم أذن للناس بالدخول عليه -صلى الله عليه وسلم- أرسالا،[50] يصلون عليه ولا يؤمهم أحد، فما فرغ الرجال صلت عليه صلى الله عليه وسلم النساء، ثم الصبيان.[51]
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية[52]: وهذا الصنيع، وهو صلاتهم عليه -صلى الله عليه وسلم- فرادى لم يؤمهم أحد عليه، أمر مجمع عليه لا خلاف فيه. وقد اختلف في تعليله، فقال بعض العلماء: إنما لم يؤمهم أحد ليباشر كل واحد من الناس الصلاة عليه منه إليه، ولتكرر صلاة المسلمين عليه مرة بعد مرة من كل فرد من آحاد الصحابة رجالهم ونسائهم وصبيانهم حتى العبيد والإماء.
الاختلاف في موضع دفنه صلى الله عليه وسلم:
فلما فرغوا من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، اختلفوا في دفنه صلى الله عليه وسلم، وأخذ الصحابة رضي الله عنهم يتشاورون أين يدفنونه؟
فقال قائل: ندفنه عند المنبر، وقال آخرون ندفنه بالبقيع، فاختلفوا، فأرسلوا إلى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه”، ادفنوه في موضع فراشه.[53]
ويؤيد هذا ما روى الإمام مالك في موطئه، والحاكم في مستدركه[54] بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: رأيت -أي في المنام- كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتي، فسألت أبا بكر -رضي الله عنه-، فقال: يا عائشة إن تصدق رؤياك يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودفن، قال لي أبو بكر -رضي الله عنه-: يا عائشة هذا خير أقمارك، وهو أحدها، فقر رأيهم على أن يدفن في حجرة السية عائشة رضي الله عنها حيث مات فيه صلى الله عليه وسلم.
اختلاف الصحابة في حفر قبره صلى الله عليه وسلم:
ثم اختلف الصحابة رضي الله عنهم في حفر قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هل يجعل له لحد (1)، أو يجعل له شق؟ .
وكان في المدينة رجلان يحفران القبور، هما: أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وكان يضرح [55] كحفر أهل مكة، والآخر هو أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري -رضي الله عنه-، وكان يلحد[56]، وكان يحفر لأهل المدينة، فأرسل إليهما العباس رجلين: أحدهما إلى أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، والآخر لأبي طلحة رضي الله عنه، فقالوا: أيها جاء أولاً حفرنا على طريقته، فجاء أولاً أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.[57]
وجاء في رواية أخرى للإمام أحمد في مسنده[58]: فذهب الرجلان، فلم يجد صاحب أبي عبيدة أبا عبيدة، ووجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أخرج ابن ماجه[59] في سننه رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اختلفوا في اللحد والشق، حتى تكلموا في ذلك، وارتفعت أصواتهم، فقال عمر -رضي الله عنه-: لا تصخبوا[60] عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيا ولا ميتا، أو كلمة نحوها، فأرسلوا إلى الشقاق واللاحد جميعا، فجاء اللاحد فلحد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، ثم دفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
من نزل في قبره الشريف صلى الله عليه وسلم؟
ولما جاء أبو طلحة -رضي الله عنه-، خط حول الفراش، ثم حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالفراش في ناحية من البيت، وحفر أبو طلحة القبر، وصنع له لحدا، ودخل قبره -صلى الله عليه وسلم- العباس، وعلي، والفضل، وشقران، ومعهم أوس بن خولى أيضاً، ووضع شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره -صلى الله عليه وسلم قطيفة[61] حمراء، ثم أنزلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره صلوات الله وسلامه عليه.[62]
دفنه صلى الله عليه وسلم:
وبين الأسى والحزن والدموع، وتفطر القلب على الحبيب المغيب في اللحد، أهالوا التراب على القبر الشريف، ثم رشّوا عليه الماء، وكان ذلك يوماً حزيناً في المدينة، وأذّن بلال بالفجر، فلمّا ذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكى وانتحب، فزاد المسلمين حزنا، وقد اعتادوا أن يسمعوا هذا الأذان ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم.
تقول أمّ سلمة- أمّ المؤمنين-: يا لها من مصيبة، ما أصبنا بعدها بمصيبة إلّا هانت، إذا ذكرنا مصيبتنا به صلى الله عليه وسلم.[63]
وقد قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم نفسه: «يا أيّها الناس، أيّما أحد من الناس (أو من المؤمنين) أصيب بمصيبة فليتعزّ بمصيبته بي، عن المصيبة الّتي تصيبه بغيره، فإنّ أحدا من أمّتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشدّ عليه من مصيبتي».[64]
وقالت فاطمة- رضي الله عنها- حين دفن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا أنس أطابت[65] أنفسكم أن تحثوا [66]على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!![67] ولكن مع تعلّقهم به لم ينح عليه، فقد نهى عن النّياحة أشدّ النهي.
متى دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ما ثبت من الرواية الصحيحة أن دفنه صلى الله عليه وسلم كان في ليلة الأربعاء، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده[68] بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها، قالت: توفي النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ودفن ليلة الأربعاء.
وفي رواية أخرى في المسند[69] بسند حسن قالت رضي الله عنها: ما علمنا بدفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى سمعنا صوت المساحي[70] من آخر الليل ليلة الأربعاء.
قال الحافظ ابن كثير في البداية[71]: والمشهور عند الجمهور أنه صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين، ودفن ليلة الأربعاء، وقال أيضاً: والصحيح أنه مكث -صلى الله عليه وسلم- بقية يوم الاثنين ويوم الثلاثاء بكماله، ودفن ليلة الأربعاء، والله أعلم.
وروى يعقوب عن مكحول قال: مكث رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ثلاث أيّام لا يدفن قال ابن كثير: غريب والصّحيح أنه مكث بقيّة يوم الاثنين، ويوم الثّلاثاء بكامله ودفن ليلة الأربعاء، وأغرب من ذلك ما رواه سيف من هشام أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- دفن يوم الثّلاثاء، والسّبب في تأخير دفنه مع أن السّنّة الإعجال به عدم اتفاقهم على موته.[72]
:الحواشي والمراجع
[1] أي كان يدارسه جميع ما نزل من القرآن، من المعارضة: المقابلة. انظر النهاية (3/192).
[2] صحيح البخاري (6285)، وصحيح مسلم (2450).
[3] انظر صحيح البخاري (2044).
[4] صحيح البخاري (3654).
[5] خم: بضم الخاء موضع بين مكة والمدينة، تصب فيه عين هناك. انظر النهاية (2/ 77).
[6] صحيح مسلم (2408).
[7] صحيح مسلم (2364).
[8] أفنادا: أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم. انظر النهاية (3/ 427).
[9] مسند أحمد (13978).
[10] مسند أحمد (15997)، والحاكم في المستدرك (4440).
[11] أخرجه البخاري في صحيحه (ح: 198، 665) – ومسلم في صحيحه (ح: 418)، وأحمد في مسنده (24061).
[12] صحيح البخاري (3799).
[13] صحيح البخاري (3035).
[14] سنن ابن ماجه (1625).
[15] صحيح مسلم ح (2877).
[16] صحيح مسلم ح (2878).
[17] صحيح البخاري (712).
[18] صحيح البخاري ح (4448).
[19] السحر: الرئة، والنحر: الثغرة التي في أسفل العنق.
[20] انظر صحيح البخاري (4437).
[21] السيرة النبوية: لابن كثير، (4/ 554- 556).
[22] أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده (25841)، وانظر: السيرة النبوية: لابن كثير، (4/ 479).
[23] مغطى ببرد.
[24] نوع من برود اليمن مخططة غالية الثمن.
[25] انظر صحيح البخاري (4452).
[26] انظر صحيح البخاري (4454)
[27] السقيفة: مكان عليه ظلة.
[28] الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد. انظر النهاية (2/ 117).
[29] ختزلونا: أي قتطعونا عن الأمر، وتنفردوا به دوننا.
[30] أي: أعد وهيأ.
[31] الحد والحدة سواء: من الغضب، يقال: حد يحد حدا: إذا غضب.
[32] رسلك: بكسر الراء أي على مهلك.
[33] الجذيل: تصغير الجذل وهو أصل الشجرة.
[34] المحكك: الذي تتحكك به الإبل الجربى.
[35] العذيق: تصغير العذق (بفتح العين) وهو النخلة.
[36] المرجب: الذي جعل له رجبة وهي دعامة تبنى حوله من الحجارة.
[37] انظر صحيح البخاري (6830)، الروض الأنف (7/ 590)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (2/ 596).
[38] صحيح البخاري (7219)، وانظر سيرة ابن هشام (2/ 660)، والروض الأنف (7/ 591)، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس (2/ 169).
ك
[39] أخرجه ذلك ابن إسحاق في السيرة (4/ 318) وذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 261) – وقال: إسناده صحيح.
[40] السيرة النبوية لابن إسحاق (4/ 321)
[41] مسند الإمام أحمد بن حنبل (26306)، وصحيح ابن حبان (6627).
[42] السنة: بكسر السين، وهو النعاس.
[43] انظر الطبقات لابن سعد (2/ 280) ، تاريخ الطبرى (2/ 238) ، سيرة ابن هشام (2/ 662)، الروض الأنف (7/ 593).
[44] السدر: نبت طيب الرائحة يغسل به الميت كالصابون.
[45] أخرجه الإمام أحمد في مسنده (26306)، والطيالسي في مسنده (1634).
[46] الكرسف: القطن.
[47] أخرجه البخاري في صحيحه (1264)، ومسلم في صحيحه (941)، والترمذي في سننه (996).
[48] انظر البداية والنهاية (5/263).
[49] سنن الترمذي (997).
[50] أرسالا: أي أفواجا وفرقا متقطعة، يتبع بعضهم بعضا.
[51] انظر مسند الإمام أحمد (20766).
[52] البداية والنهاية (5/ 278).
[53] أخرجه الترمذي في سننه (1018).
[54] موطأ للإمام مالك (793)، والمستدرك على الصحيحين (4400).
[55] ضرحه كمنعه. وضرح الميت حفر له ضريحا، والضريح البعيد، والقبر أو الشق وسطه أو بلا لحد. فالمعنى يشق وسط القبر.
[56] اللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت؛ لأنه قد أميل عن وسط القبر إلى جانبه.
[57] انظر سنن ابن ماجه (1628)، ومسند الإمام أحمد (39)،
[58] مسند الإمام أحمد (2357).
[59] سنن ابن ماجه (1558).
[60] الصخب: الضجة: واضطراب الأصوات للخصام.
[61] القطيفة: هي كساء له خمل.
[62] انظر صحيح ابن حبان (6633).
[63] انظر السيرة النبوية لابن كثير (4/539)، ودلائل النبوة للبيهقي (7/ 267).
[64] أخرجه ابن ماجه في سننه (1599).
[65] كيف طابت ورضيت مع حبكم الشديد له.
[66] يحثو التراب: أي يرمي به عن نفسه.
[67] أخرجه البخاري في صحيحه (4462)، وابن ماجه في سننه (1630).
[68] مسند الإمام أحمد بن حنبل (24790)
[69] مسند الإمام أحمد بن حنبل (24333)
[70] المساحي: جمع مسحاة، وهي المجرفة من الحديد.
[71] البداية والنهاية (5/ 284).
[72] سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (12/ 333)
Join our list
Subscribe to our mailing list and get interesting stuff and updates to your email inbox.