ما هي زكاة الفطر؟:
هي للفطر من صيام رمضان، وكلٌ يعلم أن المسلمين يصومون في رمضان ويصبرون على الجوع والعطش، فأعطاهم الله هذه الفرحة بأن يفطروا من صيامهم، لأجل ذلك أوجب عليهم زكاة الفطر كي لا ينسووا حق الله لأجل الفرح والسرور. وقد راعى الله بها أيضا عباده الفقراء بأنهم يكونون صفر الراحة، لا يكون عندهم مال تسد به حاجاتهم وحاجات أولادهم من المطاعم والملابس يوم العيد، ففرض الله على الأغنياء زكاة الفطر كي يشترك عباده الفقراء في فرحة عيد الفطر
أهيمة زكاة الفطر وفرضييته:
قالت طائفة: هي فرض، وهم الشافعي ومالك وأحمد.
وقال الحنفية: هي واجبة بناء على قاعدتهم في التفرقة بين الفرض والواجب.
قال العيني[1]: والنزاع لفظي؛ لأن الفريضة عند الشافعي ومن وافقه نوعان: مقطوع حتى يكفر جاحده، وغير مقطوع حتى لا يكفر جاحده، ومن جحد صدقة الفطر لا يكفر بالإجماع ولذا لا يكفر من قال إنها مستحبة، وأجاب ابن الهمام بأن الثابت بظني يفيد الوجوب وإنه لا خلاف في المعنى، لأن الافتراض الذي يثبته الشافعية ليس على وجه يكفر جاحده، فهو معنى الوجوب عندنا.[2]
وأما فرضيته ووجوبه فما أخرجه الشيخان[3] وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر.
من تجب عليه زكاة الفطر؟ أوشرائط وجوب صدقة الفطر:
هي واجبة على المسلم الحر إذا كان مالكا لمقدار النصاب أو ما بلغت قيمته نصابا فاضلا عن مسكنه، وثيابه، وأثاثه، وفرسه، وسلاحه، وعبيده، لأن هذه الأشياء مستحقة بالحوائج الأصلية والمستحق بها كالمعدوم، إلا أنه لا يشترط في زكاة الفطر أن يحول على النصاب الحول كالزكاة، فإذا كان الرجل مالكا لمقدار النصاب في آخر رمضان فيجب عليه زكاة الفطر.
عن من يؤدي زكاة الفطر؟:
يخرج زكاة الفطر عن نفسه وأولاده الصغار الفقراء وإن كانوا أغنياء يخرجها من مالهم ولا تجب على الجد.
متى يؤدي زكاة الفطر؟:
ويستحب إخراجها قبل الخروج إلى المصلى، وصح لو قدم أو أخر، والتأخير مكروه ويدفع كل شخص فطرته لفقير واحد.
حساب زكاة الفطر ومقداره:
وهي نصف صاع من بر أو دقيقه أو صاع تمر أو زبيب أو شعير وهو ثمانية أرطال بالعراقي ويجوز دفع القيمة وهي أفضل عند وجدان ما يحتاجه لأنها أسرع لقضاء حاجة الفقير وإن كان زمن شدة فالحنطة والشعير وما يؤكل أفضل من الدراهم، والدليل عليه ما رواه البخاري في صحيحه[4] عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: ” فرض النبي صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر – أو قال: رمضان – على الذكر، والأنثى، والحر، والمملوك صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، فعدل الناس به نصف صاع من بر، فكان ابن عمر رضي الله عنهما، يعطي التمر، فأعوز أهل المدينة من التمر، فأعطى شعيرا، فكان ابن عمر يعطي عن الصغير، والكبير، حتى إن كان ليعطي عن بني، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يعطيها الذين يقبلونها، وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين»
الهوامش
[1] انظر البناية شرح الهداية (3/ 482)
[2] مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (6/ 186).
[3] انظر صحيح البخاري (1503) وصحيح مسلم (948).
[4] صحيح البخاري (1511).
Join our list
Subscribe to our mailing list and get interesting stuff and updates to your email inbox.