بسم الله الرحمن الرحيم
التدليس: أنواعه وحكمه ومراتب المدلسين
الإعداد: محمد شعيب القاسمي
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين.
لا يمكن عبادة الله وحده كما أمر من الله الواحد إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ولذا فإن العلماء قد بذلوا كل ما في وسعهم لنخل وتفحص وتمحيص وإخراج الأحاديث حرفا حرفا وألفوا كتبا كثيرة على مواضيع مختلفة لعلوم الحديث النبوي الشريف من علم الرجال وتواريخ الرواة وعلم الجرح والتعديل وغيرها حيث يعرف من خلال هذه العلوم أنواع الرواية وشروطها وأحكامها وأحوال الرواة وشروطهم وأنواع المرويات فجزاهم الله خير الجزاء عن المسلمين والمسلمات. وقد سخر الله لخدمة علوم الحديث علماء وحفاظ وجهابذة ونقاد أمثال شعبة بن الحجاج (85-160 هـ) وسفيان بن سعيد الثوري (97-161 هـ) سفيان بن عيينة (107-198 هـ) مالك بن أنس (93-179 هـ) محمد إبن مسلم المعروف بإبن شهاب الزهري (50-124 هـ) عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي (88-158 هـ) الإمام أحمد بن حنبل (164-241 هـ) يحي ابن معين أبو زكريا المري (158-233 هـ) أبو الحسن علي بن عبد الله المعروف بإبن المديني (161-234 هـ) وغيرهم.
هناك نوع من أنواع الحديث يسمى “حديث مدلس” والدلس هو إختلاط الظلام والتدليس في البيع هو كتمان عيب السلعة عن المشتري والمدلس (بفتح اللام) عند علماء مصطلح الحديث هو الحديث الذي يرويه المحدث عمن قد سمعه منه ما لم يسمع منه بلفظ محتمل للسماع وقد سمي الحديث بـ مدلس وذلك لإشتراك الراوي المحذوف والنور في أمر “الخفاء”.
ينقسم التدليس إلى قسمين رئيسيين وهما (1) تدليس الإسناد و(2) تدليس الشيوخ
وأما تدليس الإسناد فله عدة أنواع ومنها:
1 – تدليس الإسقاط:
في هذا النوع من التدليس يسند المحدث الحديث إلى من لقيه ولكن لم يسمع منه وذلك بإستخدام صيغة موهمة أنه سمعه مثل “عن” و”أن” و”قال” و”ذكر” وغيرها من الألفاظ. قال ابن خشرم: كنا عند سفيان بن عيينة، فقال: “قال الزهري كذا” فقيل له: أسمعت منه هذا؟، قال: “حدثني به عبد الرزاق عن معمر عنه” [i]
إن جماعة من علماء الحديث قد كرهوا هذا النوع من التدليس من بينهم شعبة بن الحجاج رحمه الله حيث كان أشد الناس إنكارا. وقد روي عنه أنه قال: “لأن أزني أحب إلي من أن أدلس” ولكن رده الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المعروف بإبن الصلاح قائلا: “هذا محمول على المبالغة والزجر” وقد كان موقف الإمام الشافعي رحمه الله من هذا النوع من التدليس قريبا من شعبة حيث قال: “التدليس أخوا الكذب” ولكن الموقف الذي عليه جمهور أئمة الحديث والفقه والأصول هو ما صرح به ابن الصلاح في كتابه “علوم الحديث”: “والصحيح التفصيل، وأن ما رواه المدلس بلفظ محتمل لم يبين فيه السماع والاتصال حكمه حكم المرسل وأنواعه، وما رواه بلفظ مبين للإتصال نحو (سمعت، وحدثنا، وأخبرنا) واشباهها فهو مقبول محتج به”. [ii]
2 – تدليس القطع:
في هذا النوع من التدليس يقطع الراوي أداة الرواية ويسمى الشيخ الذي سمع منه مباشرة ولكنه يروي حديثا لم يسمعه منه حيث يقول: فلان عن فلان ولا يقول: حدثنا وأخبرنا.
3 – تدليس التسوية:
في هذا النوع من التدليس يسقط الراوي ضعيفا بين راويين ثقتين حيث يروي الراوي رواية عن شيخ ثقة وذلك الشيخ يرويه عن ضعيف وذلك الضعيف يرويه عن ثقة فهذا المدلس يسقط الضعيف من السند ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني وذلك بلفظ محتمل.
وممن يعرف بتدليس التسوية: بقية ابن الوليد، والوليد بن مسلم، وهشيم بن بشير.
كان الوليد بن مسلم يحذف شيوخ الأوزاعي الضعفاء ويبقي الثقات، فقيل له في ذلك، فقال: أُنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء، فقيل له: فإذا روى عن هؤلاء وهم ضعفاء أحاديث مناكير، فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات، ضُعِّف الأوزاعي؟ فلم يلتفت الوليد إلى ذلك القول.[iii]
إن هذا النوع من التدليس هو أشر أنواع التدليس، ولذا غلظ العلماء على تدليس التسوية خاصة وقد قال ابن حزم: “إن الذي يدلس تدليس التسوية ساقط العدالة، رقيق الديانة؛ لأنه سيضيع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو نقول: يدخل في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس منها”.
وكذلك قال العلماء عن أحاديث بقية بن الواليد -وهو ممن عرف بتدليس التسوية-: أحاديث بقية ليست بنقية، فكن منها على تقية.[iv] وقال البقاعي: سألت شيخنا – يريد به الحافظ – هل تدليس التسوية جرح؟ قال: لا شك أن تدليس التسوية جرح فإنه خيانة لمن ينقل إليهم وغرور، فقلت: كيف يوصف به الثوري والأعمش مع جلالتهما؟ فقال: أحسن ما يعتذر به في هذا الباب أن مثلهما لا يفعل ذلك إلا في حق من يكون ثقة عند وضعيف عند غيره.
ولكن هناك سؤال وهو: “هل يطعن في عدالة كل من كان يعرف بتدليس التسوية؟ وترد روايته مطلقا؟ فقد قال الذهبي رحمه الله في الميزان في ترجمة بقيه بن الوليد: “قال أبو الحسن بن القطان: بقية يدلس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صح مفسد لعدالته. قلت: نعم والله صح هذا عنه، إنه يفعله، وصح عن الوليد بن مسلم، بل وعن جماعة كبار – فعله، وهذه بلية منهم، ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس، إنه تعمد الكذب. هذا أمثل ما يعتذر به عنهم”.[v] يكتفي من مدلس (تدليس التسوية) بأن يصرح بالسماع من شيخه وأن يصرح شيخه بالسماع من شيخه كما قال الحافظ في رواية من روايات بقية : “وبقية صدوق، أخرج له مسلم، وإنما عابوا عليه التدليس والتسوية ، وقد صرح بتحديث شيخه له ، وسماع شيخه ؛ فانتفت الريبة”.
4 – تدليس العطف:
في هذا النوع من التدليس يروي الراوي الحديث عن شيخ له سمعه منه ثم يعطف عليه شيخا آخر لم يسمع منه هذا الحديث يعني يقصد قصر اتصال السماع على أول من ذكره ويوهم بعطف الشيخ الثاني عليه أنه سمعه وإنما سمع من الأول. فيقول مثلا: حدثني فلان وفلان ولكنه لم يسمع من فلان الثاني بل هو سمع من الأول فقط والسامع يظن أنه سمع منهما جميعا.
ممن عرف بهذ النوع من التدليس هشيم بن بشير (أحد رجال الكتب الستة) والأعمش، والوليد بن مسلم والثوري.
وكان لهشيم بن بشير دعابة مع طلبة الحديث، والطلاب يعلمون أن هشيماً من الثقة بمكان، ومن الحفظ بمكان، وهو ثقة ثبت، لكنه يدلس ليعلو بالإسناد – ولهذا اجتمع طلبة العلم ذات يوم وقالوا: والله لا نأخذ منه حديثاً قد دلس فيه، واتفقوا على أنه إذا قال: عن، فإنهم سيقولون له: أسمعت هذا الحديث؟ فوقفوا بالمرصاد لكل عنعنة، فيأتي هشيم فيقول: عن فلان، فيقولون: لو سمحت يا شيخ! أسمعت هذا الحديث من شيخك؟ فيقول: لا، وهكذا حتى فطن هشيم أنهم تربصوا به الدوائر على ألا يدلس بحال من الأحوال، فقال: هل تظنون أنكم ستغلبونني؟ انتظروا مني ما سيأتيكم، فقال: حدثني حصين وحصين بن عبد الرحمن ثقة ثبت- حدثني حصين والمغيرة والمغيرة بن قاسم الضبي فقيه من فقهاء الكوفة؛ كان عابداً زاهداً- ثم سرد الإسناد، وأتى بأكثر من إسناد على مثل هذا بالعطف، فبعدما انتهى من مجلس التحديث، قال لهم: أدلست عليكم بشيء؟ قالوا: لا والله، قال: ما من حديث قلت فيه: حصين والمغيرة، فإني لم أسمع من المغيرة حرفاً واحداً، أي: دلست عليكم في المغيرة، ولأن كثرة الطرق تبين كثرة اطلاع طالب الحديث، فإن الطالب سيأتي ويقول: حدثني هشيم حدثني حصين، وفي الطريق الآخر يقول: حدثني هشيم حدثني المغيرة، فيكون قد وقع في التدليس، وهذا هو تدليس العطف.[vi]
5 – تدليس السكوت:
في هذا النوع من التدليس يقول الراوي: “حدثنا” أو “سمعت” ثم يسكت، ثم يقول: “هشام بن عروة” أو “الأعمش” موهما أنه سمع منهما وليس كذلك. قال عمر بن عبيد الطنافسي: حدثنا وسكت، ثم قال: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، فالمتأمل لهذا السند يظن أن هذا المحدث قد سمعه ممن فوقه -من هشام بن عروة – ويكون السند أمامه ظاهراً نقياً نظيفاً، ليس فيه شيء؛ لأن المحدث لا عنعن ولا قال: قال، ولا قطع، بل قال: حدثنا وتنفس، ثم قال: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها، ولكن لما روجع المحدث في الواسطة بينه وبين هشام بن عروة ، قال: ما سمعته من هشام بن عروة.
6 – تدليس المتابعة:
في هذا النوع من التدليس يروي الراوي خبراً عن شيخين له أو أكثر ويكون بين من رَوى عنهم اختلاف إما باللفظ أو الإسناد، فيحمل رواية أحدهما على الآخر ولا يبين.[vii]
والقسم الثاني من التدليس هو تدليس الشيوخ:
تدليس الشيوخ: في هذا النوع من التدليس يأتي الراوي باسم الشيخ أو كنيته على خلاف المشهور به مثلا إذا كان اسم الشيخ محمد فيسميه حمادا (من الحمد) وإذا كانت كنيته أبا الفضل فيكنيه بأبي العباس أو يصفه بما لا يعرف به وذلك تعمية لأمره.
مثال تدليس الشيوخ:
روى أبو بكر بن مجاهد المقرئ عن أبي بكر بن أبي داود فقال “حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله” وعن أبي بكر محمد بن حسن النقاش المفسر فقال “حدثنا محمد بن سند” نسبه إلى جد له.[viii]
حكمه: يحكم على تدليس الشيوخ بالكراهة ولكن كراهته أخف من القسم الأول للتدليس كما تختلف الكراهة حسب بواعث التدليس ومنها:
محبة الإغراب: حيث يريد الراوي أن يبين للناس أنه رجل كثير المشايخ، فيغرب الاسم عن الذين يسمعون ويقفون على الإسناد، فيبحثون ويشق عليهم البحث حتى يأتوا بهذا الراوي. والإغراب هذا إذا كان نيته فيه حسنة، وهو الاختبار، ليختبر أذهان العلماء. فهذا حسن غير مذموم.
تشاحن بين التلميذ والشيخ: فقد يوجد تشاحن بين التلميذ وشيخه كما حصل للإمام البخاري مع محمد بن يحيى الذهلي والقصة معروفة ومدونة في الكتب.
التكبر: وهذه مذمة مشهورة كما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه في الصحيحين: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر”. مثاله أن يروي الراوي عن الشيخ ويجد بأنه أصغر منه فهذا يجعله أن يأتي بالتدليس حتى يقال بأن الشيخ أكبر منه.[ix]
أحاديث المدلسين المعنعنة في الصحيحين:
وهناك قضية هامة متعلقة ببحث التدليس وهي قضية “الحديث المعنعن” وبما أنه يشترط في قبول الحديث المعنعن أن لا يكون الراوي مدلسا فماذا عن أحاديث المدلسين المعنعنة في الصحيحين؟
فقال السيوطي رحمه الله في تدريب الراوي: “(وما كان في الصحيحين وشبههما) من الكتب الصحيحة، (عن المدلسين بـ عن، فمحمول على ثبوت السماع) له (من جهة أخرى) وإنما اختار صاحب الصحيح طريق العنعنة على طريق التصريح بالسماع، لكونها على شرطه دون تلك”.[x]
وكذلك ويرى كثير من علماء الحديث بأن رواية المدلس في الصحيحين مقبولة وذلك إحسانا للظن بالصحيحين، فمثلا أبو الزبير يدلس عن جابر وإذا عنعن عن جابر لا يقبل حديثه؛ لأن أبا الزبير يدلس عن ضعفاء، لكن روى له مسلم بالعنعنة، فقالوا: مسلم رجل نقاد، وليس بحافظ فقط، فهو ينتقي من أحاديث أبي الزبير ما سمعها من جابر، فكأنه يقول: هذه الرواية جاءت من طريق آخر صرح أبو الزبير بالتحديث عن جابر، فهذا اعتذار لـ مسلم حيث قد روى في صحيحه كثيراً من أحاديث أبي الزبير عن جابر. بينما يقول بعض العلماء أنه لا فرق بين الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث في هذا الصدد ولذا فإنه لا تقبل عنعنة المدلس إلا إذا صرح بالتحديث.
ولكن ما أجمل ما قال الشيخ محمد حسن عبد الغفار حفظه الله في “شرح كتاب التدليس في الحديث للدميني”: والصحيح أن الصحيحين كغيرهما، لكن ليس لأي إنسان أن يدخل في هذا الباب ويرد أحاديث بالعنعنة في الصحيحين، إلا أن ينظر في أقوال المتقدمين الذين استدركوا على البخاري بعض الأحاديث، واستدركوا على مسلم بعض الأحاديث، مثل الدارقطني والحافظ ابن حجر والإمام النووي، فقد كانوا يعتذرون لـ مسلم في بعض الأحايين، ويقرون الدارقطني في بعض الأحايين فرد أحاديث في الصحيحين بسبب عنعنة المدلس لا تكون إلا من المتقدمين لا من المتأخرين؛ لأن المتقدم هو الذي عاصر الرواية، وهو الذي عنده الملكة والدربة التي يمكن أن يقطع بضعف حديث موجود في الصحيحين، وهذه الروايات التي أخذت على مسلم بسبب تدليس الإسناد أو أخذت على البخاري بسبب تدليس الإسناد قليلة جداً”[xi]
علماء أهل الكوفة هم أكثر المحدثين تدليسا:
نقل السيوطي في التدريب عن الحاكم قال: ” أهل الحجاز والحرمين ومصر والعوالي وخُراسان وأصبهان وبلاد فارس وخوزستان وما وراء النهر: لا نعلم أحدا من أئمتهم دلسوا وأكثر المحدثين تدليسا أهل الكوفة ونفر يسير من أهل البصرة. وأما أهل بغداد فلم يُذكر عن أحد من أهلها التدليس إلى أبى بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي الواسطي فهو أول من أحدث التدليس بها”[xii]
أهم الكتب المصنفة في التدليس:
وقد أفرد بعض علماء الحديث كتبا مستقلا تخص بأسماء المحدثين الموصوفين مثل:
1 – “التبيين لأسماء المدلسين” لـ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي رحمه الله (392-463 هـ)
2 – “التبيين في أسماء المحدثين” لـ برهان الدين إبراهيم إبن محمد الحلبي رحمه الله (753-841 هـ)
3 – ” تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس” للعلامة شهاب الدين أحمد بن علي إبن حجر العسقلاني رحمه الله (773-852 هـ).
مراتب المدلسين وبعض أسمائهم:
قسم العلامة إبن حجر العسقلاني رحمه الله المدلسين في خمس مراتب في كتابه الشهير ” تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس”:
المرتبة الأولى:
من لم يوصف بذلك إلا نادرا كيحي بن سعيد الأنصاري، أحمد بن عبد الله الأصبهاني الحافظ أبو نعيم (صاحب حلية الأولياء)، أحمد بن محمد السمرقندي أبو يحيي الكرابيسي، أحمد بن محمد الدمشقي القاضي، إسحاق بن راشد الجزري، أيوب السختياني، حفص بن غياث الكوفي، زيد بن أسلم العمري وغيرهم.
المرتبة الثانية:
من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كإبراهيم بن سليمان الدمشقي، إبراهيم بن يزيد النخعي، جبير بن نفير الحضرمي، حماد إبن أسامة أبو أسامة الكوفي، سفيان بن سعيد الثوري، سفيان بن عيينه الكوفي، سليمان بن داؤد الطيالسي أبو داؤد، عبد الرزاق بن همام الصنعاني وغيرهم.
المرتبة الثالثة:
من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم مثل أحمد بن عبد الجبار العطاردي الكوفي، حبيب ابن أبي ثابت الكوفي، حميد الطويل صاحب أنس، عبد الله بن مروان أبو شيخ الحراني، عبد الله بن أبي نجيح المكي المفسر، عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وغيرهم.
المرتبة الرابعة:
من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد، حجاج بن أرطاة الكوفي، حميد بن الربيع الكوفي، عيسى بن منصور البخاري، محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي صدوق، الوليد بن مسلم الدمشقي معروف، يعقوب بن عطاء بن أبي رباح وغيرهم.
المرتبة الخامسة:
من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولوا صرحوا بالسماع إلا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كإبراهيم إبن محمد الأسلمي، شيخ الشافعي، بشير بن زاذان، حسان بن يزيد الجعفي، خارجة بن مصعب الخراساني، عبد الله بن لهيعة الحضرمي، قاضي مصر وغيرهم.[xiii]
الهوامش
[i] ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي. (1431). الباعث الحثيث إلى إختصار علوم الحديث، ط2، (رقم الصفحة: 54) لبنان: دار الكتب العلمية
[ii] ابن الصلاح، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري. (1443). علوم الحديث، ط26، (رقم الصفحة: 75) سورية: دار الفكر
[iii] أبو الأشبال، أحمد محمد شاكر. (1435). الباعث الحثيث شرح إختصار علوم الحديث، ط1، (رقم الصفحة: 54) دار إبن الجوزي للنشر والتوزيع
[iv] عبد الغفار، محمد حسن. (1432). شرح كتاب التدليس في الحديث للدميني (رقم الصفحة: 6). المكتبة الشاملة
[v] الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد. (1382). ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ط1، (رقم الصفحة: 152) بيروت، لبنان: دار المعرفة للطباعة والنشر
[vi] عبد الغفار، محمد حسن. (1432). شرح كتاب التدليس في الحديث للدميني (رقم الصفحة: 5). المكتبة الشاملة
[vii] أبو الأشبال، أحمد محمد شاكر. (1435). الباعث الحثيث شرح إختصار علوم الحديث، ط1، (رقم الصفحة: 152) دار إبن الجوزي للنشر والتوزيع
[viii] أبو الأشبال، أحمد محمد شاكر. (1435). الباعث الحثيث شرح إختصار علوم الحديث، ط1، (رقم الصفحة: 54) دار إبن الجوزي للنشر والتوزيع
[ix] عبد الغفار، محمد حسن. (1432). شرح كتاب التدليس في الحديث للدميني (رقم الصفحة: 7). المكتبة الشاملة
[x] السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين. ( 1431 – المكتبة الشاملة). تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ط2، (1/264) دار طيبة.
[xi] عبد الغفار، محمد حسن. (1432). شرح كتاب التدليس في الحديث للدميني (4/5). المكتبة الشاملة
[xii] أبو الأشبال، أحمد محمد شاكر. (1435). الباعث الحثيث شرح إختصار علوم الحديث، ط1، (رقم الصفحة: 148) دار إبن الجوزي للنشر والتوزيع
[xiii] العسقلاني، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي المعروف بإبن حجر. (1435). تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، ط2، بيروت-لبنان: دار الكتب العلمية
Join our list
Subscribe to our mailing list and get interesting stuff and updates to your email inbox.